-A +A
«عكاظ» (عمان) OKAZ_online@
شكلت التجارب الصاروخية الإيرانية عاملا مزعزعا للاستقرار في المنطقة. وجاء الإعلان في رسالة بعـثتها أربع عواصم غربية؛ هي واشنطن ولندن وباريس وبرلين إلى مجلس الأمن، تطالب فيها بموقف صارم من التجارب الصاروخية الإيرانية وبحث ردود مناسبة على عدم وفاء طهران بتعهداتها كرسالة تحذيرية لملالي طهران، إلا أنهم استمروا في خرق القرارات الدولية. إن ما تقوم به إيران من مناورات صاروخية وعسكرية بهدف استعراض القوة وإعادة خلط الأوراق في المنطقة حفاظا على مكانتها في العراق وسورية يشكل تهديدا واضحا للامن والاستقرار في المنطقة. والأهم أنه يعزز تمدد الإرهاب الذي تسعى طهران من خلاله لإيجاد بديل لـ «داعش» الذي أوشك على الغياب.

خبراء الشأن الإيراني يرون في المناورات الصاروخية الإيرانية ليس استفزازا لأمريكا، ولعواصم القرار فقط، وإنما تهديدا مباشرا بإشعال الفوضى في المنطقة، من خلال إدخال ممثل جديد في مسرحية الدم وهو تنظيم خراسان الإرهابي - الذي بدأ الإعلام الإيراني بقدرة قادر يتعجل ظهوره - النسخة المطورة من تنظيم داعش ليضرب من خلال بوابة دول آسيا الوسطى والقوقاز، ولينتقل العرض إلى المنطقة تباعاً، وضمن حلقات متتالية، وهو رد فعل إيراني، الهدف بمجمله تحطيم ممنهج لنسيج المجتمعات العربية، واستنزاف قدرات الخصوم، وتلقين الغرب وأمريكا وتركيا والعرب درسا في الإرهاب الإيراني بحجة التآمر على مشروعها.


المناورات والتجارب الصاروخية الاستفزازية التي تجريها إيران، تأتي بعد أن أدركت طهران أن العالم بات يعي أنها راعية الإرهاب في المنطقة والعالم، وبدأت عواصم القرار بدراسة فلترة الجماعات المسلحة وإعادة تصنيفها بكل أطيافها، لتشمل ميليشيا حزب الله، والميليشيات الإيرانية والشيعية متعددة الجنسيات التابعة لها، وهي خطوة أولى للتخلص من فائض القوة الإيرانية المدمرة في سورية، تمهيداً لاستهداف الميليشيات الإيرانية الموجودة في مداخل الأزمات الإقليمية الأخرى، لا سيما في العراق.